عقد المؤتمر المسيحي الدائم اجتماعه الدوري، وعلى جدول أعماله قضية البيوعات العشوائية والمشبوهة للأراضي المسيحية، وأصدر البيان التالي:

“١- إن البيوعات العشوائية والمشبوهة للأراضي المسيحية باتت سلاحا خطيرا متنقلا يضرب الديموغرافيا التاريخية للبنان ويصيب المكون المسيحي في العمق.

٢-إن آخر الفصول المتتالية لخسارة الأرض والتهديد الديموغرافي الخطير، ظهر جليا في بيع أرض في زحلة- كساره (حوش الأمرا، الأراضي، عقار رقم 673) من مالك مسيحي إلى غير مسيحي. وبغض النظر عن أحقية البيع قانونا، فإن عدم أحقية البيع أخلاقيا وديموغرافيا ووطنيا هي التي يجب أن تطغى اليوم، كون عمليات البيع هذه تصيب الوجود المسيحي في مقتل، وتشكل بالتالي تهديدا فعليا للموزاييك اللبناني الذي عليه تتوقف صيغة لبنان التعددية ووجهه الحضاري.

٣-إن خروج هذا النوع من البيوعات بصورة فاضحة إلى العلن يأتي بعد أسبوعين على عقد المؤتمر المسيحي الدائم مؤتمره في زحلة بعنوان “الإنسان والأرض”، الذي شارك فيه جميع الأساقفة و ممثلي المذاهب المسيحية في البقاع،  وجميع الرهبانيات الرجالية والنسائية الموجودة على أرض البقاع وجميع الفعاليات البقاعية من وزراء ونواب وأحزاب، ورؤساء بلديات ومدراء عامين، ونقابيين ومسؤولي جامعات، حيث رفعوا جميعا الصوت عاليا لضرورة معالجة موضوع خسارة الأرض، وأصدروا بيانا شديد اللهجة يدعو إلى  حماية الوجود المسيحي في لبنان بدءا من حماية الارض. كما أصدر المؤتمرون سلسلة توصيات تؤكد على ضرورة البدء بالتنفيذ السريع للإجراءات العملية الآيلة إلى معالجة سريعة ومضمونة لهذا الموضوع المصيري.

٤-إن استفحال عمليات بيع الأراضي المسيحية، سواء في البقاع أو في أي منطقة لبنانية، يجعل من انخراط جميع المسؤولين الروحيين والزمنيين في التنفيذ السريع لتوصيات مؤتمر زحلة ضرورة ملحة، ليس على صعيد البقاع فحسب، بل على جميع الأراضي اللبنانية.

٥-إن المؤتمر المسيحي الدائم يناشد جميع المسيحيين في لبنان عدم بيع أراضيهم وأملاكهم مهما اشتدت المصاعب، لا إلى الأغراب ولا إلى غير المسيحيين، لأنهم بذلك يساهمون في خراب لبنان. كما يناشد شركاءنا وإخوتنا في الوطن المسلمين عدم شراء أراضي المسيحيين حفاظا على لبنان المتنوع والمتعدد الذي نعرفه ونريده جميعا. ويناشد المؤتمر كذلك جميع ذوي الإرادة الطيبة مساعدة من يحتاج بشدة إلى البيع في إيجاد شارٍ من طائفة صاحب الأرض، سواء أكان مسيحيا أم غير مسيحي لكي تحافظ بذلك جميع الطوائف على ما لها، حفاظا على التنوع والشراكة.

٦-أخيرا، يدعو المؤتمر المسيحي الدائم جميع المسيحيين إلى اعتبار الأرض والديموغرافيا قضيتهم التي يتوقف عليها مصيرهم، وعليها أيضا يتوقف وجود لبنان أو زواله، وإلا ف “على الأرض السلام!”

 

المؤتمر المسيحي الدائم

المكتب الإعلامي